عرض المقال
لماذا نكره المرأة؟
2012-11-07 الأربعاء
لماذا هذه الكراهية للمرأة؟، ولماذا هذا الحقد الدفين والفوبيا المرعبة من تاء التأنيث؟، فى اللجنة التأسيسية للدستور تربص بها، فى الفضائيات الحديث يدور عنها بأسلوب الاصطياد، ترى عين المتحدث تتلمظ بالنشوة ويدعى أنه لا يفكر فيها ويقرعها بالنصوص والأقوال التى تساويها بالحشرات، تجد منهم من يحلم بالزواج من أربع ويصرف على المنشطات آلاف الجنيهات لشهوته ونشوته، ولكنه عندما يتحدث عنها يطالبها بالختان!، يرتدى هو الجلباب الأبيض الشفاف، أما هى فيدفنها فى الأسود القاتم، لا أجد أفضل من كلمات نزار قبانى العبقرية لكى أعبر عن هذه الازدواجية الذكورية المرضية، يقول نزار:
ثَقَافَتُنَا فَقَاقيعٌ مِنَ الصَّابُونِ وَالوَحْلِ
فَمَا زَالَتْ بِدَاخِلِنَا رَوَاسِبُ مِنْ أَبِى جَهْل ِوَمَا زِلْنَا نَعِيْشُ بِمَنْطِقِ المِفْتَاحِ وَالقِفْلِ
نَلُفُّ نِسَاءَنَا بِالقُطْنِ، نَدْفُنُهُنَّ فِى الرَّمِلِ
وَنَمْلُكُهُنَّ كَالسِجَّادِ كَالأَبْقَارِ فِى الحَقْلِ
وَنَهْزَأ مِنْ قَوَارِيْرَ بِلا دِيْنٍ وَلا عَقْلِ
وَنَرْجِعُ آخِرَ اللَّيْلِ، نُمَارِسُ حَقَّنَا الزَّوْجِىَّ كَالثِّيْرَانِ وَالخَيْلِ
نُمَارِسُهُ خِلالَ دَقَاِئق خَمْسٍ بِلا شَوْقٍ وَلا ذَوْقٍ وَلا مَيْلِ
نُمَارِسُهُ كَآلاتٍ تُؤَدِّى الفِعْلَ لِلْفِعْلِ
وَنَرْقُدُ بَعْدَهَا مَوْتَى، وَنَتْرُكُهُنَّ وَسْطَ النَّارِ، وَسْطَ الطِّيْنِ وَالوَحْلِ
قَتْيْلاتٍ بِلا قَتْلِ. بِنِصْفِ الدَّرْبِ نَتْرُكُهُنْ
يَا لَفَظَاظَةِ الخَيْلِ! قَضَيْنَا العُمْرَ فِى المَخْدَعْ
وَجَيْشُ حَرِيْمِنَا مَعَنَا، وَصَكُّ زَوَاجِنَا مَعَنَا، وَقُلْنَا: اللهُ قَدْ شَرَّعْ.
لَيَالينَا مُوَزَّعَةٌ عَلَى زَوْجَاتِنَا الأَرْبَعْ
هُنَا شَفَةٌ، هُنَا سَاقٌ، هُنَا ظُفْرٌ، هُنَا إِصْبَعْ
كَأَنَّ الدِّيْنَ حَانُوْتٌ فَتَحْنَاهُ لِكَى نَشْبَعْ
تَمَتَّعْنَا بِمَا أَيْمَانُنَا مَلَكَتْ، وَعِشْنَا مِنْ غَرَائِزِنَا بِمُسْتَنْقَعْ
وَزَوَّرْنَا كَلامَ اللهِ بِالشَّكْلِ الذِيْ يَنْفَعْ، وَلَمْ نَخْجَلْ بِمَا نَصْنَعْ!
عَبَثْنَا فِى قَدَاسَتِهِ، نَسِيْنَا نُبْلَ غَايَتِهِ، وَلَمْ نَذْكُرْ سِوَى المَضْجَعْ
وَلَمْ نَأْخُذْ سِوَى زَوْجَاتِنَا الأَرْبَعْ
حتى اللغة العربية ميزت الرجل وظلمت المرأة ومنعت عنها التنوين، ولو هناك ألف امرأة ورجل فالجمع مذكر.. إلى آخر هذا الظلم اللغوى، ويأتى بعض الدعاة ليحاولوا سجنها ووأدها بتفسيرات مغلوطة ونظرة بدوية وثقافة تنتمى إلى القبلية الذكورية أكثر منها تنتمى إلى الإنسانية، والسؤال: لماذا كل هذه الكراهية للمرأة؟